الخميس, 2024-05-09, 3:40 AM | أهلاً بك ضيف

د. رشيد بن محمد الطوخي

الرئيسية » مقالات

مجموع المواد في الكاتالوجات: 8
المواد الظاهرة: 1-8

الجمعة "غرة رمضان" 1433هـ - 20 يوليو 2012م

أضواء على قيام الدولة العلوية في سورية

الأمر الذي يجهله الجميع هو هل ستصمد تلك الدولة في وجه التحديات ؟

بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

لا شك أن الإعلان عن قيام الدولة العلوية في الغرب السوري وعاصمتها اللاذقية بات قاب قوسين أو أدنى إذ أن المؤشرات كلها تدل على ذلك حتى وإن ظن البعض أن هذا الأمر من المستحيل حدوثه ، بل إنني والمئات غيري نعتقد أن هذا الإعلان لن يطول وأنهم في الترتيبات الأخيرة منه .. والحقيقة لمن لا يعرفها أن الدولة العلوية قائمة أصلا ومنذ أكثر من ثلاثين عاما .. فسورية في عهد الأسدين الأب والابن إنما كانت دولة علوية بكل ما تحمل هذه الكلمة من دلالات فجميع المسؤولين علويون والإدارات والوزارات والأمن والجيش كلها بيدهم فهي إذن دولة علوية ذات أكثرية سنية ، وما غير هذا الحال الان الا "الصحوة الثورية" أو الربيع العربي الذي بدأ بتونس وامتد إلى مصر واليمن وسورية ، فالأمر يستدعي " في نظرهم" في حال عدم عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة الى إعلان قيام الدولة العلوية " الخالصة " والتي يمهد لها قيادات وزعامات وشيوخ العلويين منذ عشرات السنين ولن يدع الرئيس بشار الأسد الفرصة تمر دون تحقيق هذا الحلم العلوي القديم .
إن جميع المؤشرات الآن على الساحة السياسية والعسكرية والأمنية بل وحتى الاجتماعية تدل على قرب الإعلان رسميا عن قيام الدولة ، بل إن المراقبين والمهتمين بالشؤون السورية يرون أن أياما فقط تفصلنا عن قيام دولة العلويين برئاسة بشار الأسد وأن تطورات الأحداث الأخيرة من سيطرة سريعة للجيش الحر على مساحات واسعة من الأراضي السورية إنما هو ناتج عن توجه قطاعات كبيرة من الجيش ووحدات عديدة وأسلحة وعتاد إلى اللاذقية وترك مواقعهم الرسمية في المدن والقرى والنواحي التي يسيطر عليها الثوار ، ولا شك أيضا أن توجه البارجات الروسية والسفن المحملة بالأسلحة إلى ميناء اللاذقية إنما هي إشارة واضحة من روسيا وأيضا الصين على موافقتها لدعم الدولة الوليدة ، وأيضا مدها بالسلاح والعتاد والدفاع عنها وإعطائها المزيد من الدعم الدولي لتكون دولة ذات ثقل ووزن على الصعيدين الاقليمي والعربي.
الإعلان عن قيام دولة العلويين تتوقعه كل الأوساط السياسية والعسكرية في المحيط الإقليمي والدولي ولكن الأمر الذي يجهله الجميع هو هل ستصمد تلك الدولة في وجه التحديات خاصة وأنها أقيمت على أشلاء الأطفال وجثث الرجال و النساء وآهات الثكالى والمكلومين .
مقالاتي | مشاهده: 355 | أضاف: dr-rasheed | التاريخ: 2012-07-20 | تعليقات (0)


 بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

لاشك ان حوادث الارهاب المرتبطة بالجماعات الاسلامية في منطقة جنوب شرق اسيا تعود الى فترة مابعد تفجيرات نيويورك " سبتمبر" 2002م الشهيرة حيث كانت تلك الحادثة انطلاقة تحول منهجي وفكري وسلوكي لدى العديد من الجماعات الاسلامية المتشددة  او على الاقل اشارة عالمية لتلك الجماعات على اختلاف مسمياتها للانطلاق بشكل واسع نحو اعمال العنف والعنف المضاد لاثبات وجودهم وفرض اراءهم وفي حالات ضيقة ومحدودة للدفاع عن انفسهم مما يعتقدون انه مؤامرة دولية لاستئصالهم اينما كانوا وكيفما ظهروا .واذا كان الحديث عن ظاهرة الارهاب بتلك الدول فلابد لنا ان نعرف انه ارتبط بفصيلين مختلفين تماما من حيث التوجه والاهداف فالاول اسلامي جهادي متطرف والاخر بوذي مناهض للاسلام متطرف ايضا وكلاهما يسعى لفرض اراء وافكار مؤمنا بها مستخدما العنف ومستمدا قوته من مصادر شعبية عديدة حسب الدولة والنظام والمجتمع ، وهذا تحديدا مانراه في جنوب تايلند " اقليم فطاني " وفي ميانمار ودول المنطقة المحيطة .
اندونيسيا....من المعروف ان الجماعات الاسلامية في المنطقة والتي تعتبر اكثر تطرفا نشأت وترعرعت في اندونيسيا اولا ، نظرا لطبيعة تلك البلاد واتساع رقعتها ومساحتها واختلاف اعراقها واصولها ، وكذا الفقر والحالة الاقتصادية والاجتماعية المتردية قياسا بعدد السكان 280 مليون نسمة وكذا الحرية الفكرية والاجتماعية المطلقة وعدم الرقابة وانتشار الفساد والمحسوبية والرشاوى وماشابه ، حيث تعتبر اراضي اندونيسيا ملاذا آمنا للهاربين والمطلوبين من الدول المجاورة ، ومركزا نشطا لهم ، ونستطيع القول ان معظم قادة التطرف الاسلامي في جنوب شرق اسيا انطلقوا في اعمالهم من الاراضي الاندونيسية مستغلين سهولة الحركة وحرية التنقل ومن الامثلة على ذلك المهندس الماليزي الشهير باسم " ازهري " والذي قتل في اندونيسيا قبل سنوات ، وحديثا نور الدين محمد توب ومساعده ابراهيم وهما ماليزيين ، وتواجه اندونيسيا الان تحديات عظيمة وجسيمة اذ ان الاعمال الارهابية التي تعرضت لها بدءا بتفجيرات بالي الشهيرة وانتهاءا بتفجيرات الفنادق في جاكرتا طبعا مرورا بعشرات الاعمال كالهجوم على السفارة الاسترالية واغتيال بعض الشخصيات ومحاولات هنا وهناك كان هدفها بالدرجة الاولى ضرب القطاع السياحي التي تسعى جاكرتا جاهدة الى تنميته ، وبمعنى اخر فانه كلما ارادت اندونيسيا اعتماد خطة للنهوض باقتصادها ووصلت الى حافة النجاح تأتيها ضربات ومحاولات يائسة من البعض لتشويه صورتها وابقاءها ضمن الدول الغير آمنة سياحيا واستثماريا ، وهذا مايجعل الشكوك تحوم حول الاهداف الحقيقية لهوؤلاء الارهابيين ، وهل هم ينطلقون من تلقاء انفسهم ام انهم ينفذون اجندات خاصة كلفوا بها من البعض في محاولة للنيل من اندونيسيا كدولة مترامية الاطراف ولها وزنها وثقلها على المستويين الاقليمي والدولي .واقول هنا ان اندونيسيا ذات السبعة عشر الف جزيرة موزعة في ارخبيل عرف باسمها " ارخبيل اندونيسيا " تمتاز بوضع اجتماعي ثقافي بسيط يمكن من خلاله لاي زائر او مقيم في هذه الدولة التعايش بكل حرية وامان ، كما يمكن ايضا لاي شخص ممارسة كل نشاطاته مهما كانت " فكرية او اجتماعية او سياسية او غير ذلك " وهو ماشجع متطرفي المنطقة على اللجوء للاراضي الاندونيسية كملاذ أمن لهم وتجنيد العشرات من البسطاء عدا عن تنفيذ اجنداتهم الخاصة داخل تلك البلاد مثل ماحدث في بالي وبعدها سلسلة الاعمال الارهابية التي ذكرناها سابقا وكلها اخذت طابعا واحدا هو ضرب السياحة والقطاع الاقتصادي واظهار الدولة بمظهر العاجز عن حماية المكتسبات الوطنية ، فالامر برمته اكبر بكثير من ادراك هؤولاء الفتية الذين ينفذون تلك الاجندات ، ولعل المراقب للاحداث والمتابع لها يدرك حقيقة ما يجري . واذا افترضنا جدلا ان تيارا اسلاميا هو " بعض متطرفي الجماعة الاسلامية " من كانوا وراء هذه الاعمال فانهم بلا شك الجناح المشوش فكريا والتابع او الجاهل سياسيا ، ولنأخذ تفجيرات بالي كنموذج لهذه الاعمال ، فمن حيث المبدأ يجب ان يكون لكل فعل هدف وسبب لهذا الهدف وهو مانراه في بعض المناطق المتفرقة في العالم مثل تفجيرات وحدات سكنية عسكرية امريكية او معسكرات للجيش او تجمعات لعناصر امنية وعسكرية مختلفة .. أما تفجير نوادي ليلية وملاهي لا يتواجد فيها سوى مدنيون على اختلاف جنسياتهم يمارسون هواياتهم بالسهر والرقص فهذا لم نسمع به قبل بالي ؟ وسواء كنا نؤيد تصرفاتهم بالسهر والشرب والرقص او لا نؤيد فهذا لايعطي الحق لاي جماعة اسلامية او غير اسلامية بالقتل الجماعي دون تمييز ؟ والعمل برمته لايمت للاسلام بصلة ، ولست هنا بصدد تحريم او تأييد الحدث ولكني اسوقة كشاهد على المقالة ، ففي الماضي كان المقتول يعلم لماذا سيقتل او قتل " بضم القاف" والقاتل يعلم لماذا قتل " بفتح القاف" اما فيما حدث باندونيسيا تحديدا فلا المقتول يعلم لماذا قتل ولا القاتل لماذا قتل وهنا تكمن المصيبة والكارثة اذا ماعممت ، فمن خلال متابعات المهتمين والمراقبين للاحداث في اندونيسيا والحوارات واللقاءات الاعلامية مع بعض منفذي تلك التفجيرات وجدوا ان الجانب الفكري عندهم مشوش ، كما اننا لا ننسى ان الجماعة الاسلامية ايضا لم تؤيدهم ولنأخذ موقف زعيم الجماعة " ابو بكرباعشير " منهم اذ لم يؤيدهم ولم يجرمهم ولعل عدم التجريم هو من باب الخوف من الانقسام والفتنة داخل الجماعة ، ونستطيع القول مجددا ان الاعمال التي حدثت حتى الان في اندونيسيا تحديدا تحمل بصمات خارجية في مجملها حتى لو كانت الايدي المنفذة " اندونيسية " كما ان استغلال العواطف الاسلامية الجياشة والجهل النسبي في الاحكام الدينية لدى عامة الاندونيسيين كان له اثر كبير الى جانب العامل الاهم والاقوى وهو الحالة الاقتصادية والوضع الاجتماعي ، وعدم التوعية الرسمية ، وهذا جانب مهم من جوانب مكافحة الافكار المتطرفة ، فالاعلام في اندونيسيا مشغول كليا بامور ابعد ماتكون عن حاجة المواطن الاندونيسي بل على العكس اذ ان المراقبين والمهتمين بالشؤون الاعلامية يرون ان الاعلام الاندونيسي على تنوعه واختلافه ساهم في ترسيخ الخرافة والجهل والابتعاد عن الواقع وعن تنمية الفكر كما لم يقدم للمشاهد الاندونيسي ما يشجعه على الفهم فالمحطات التلفزيونية على كثرتها لم تقدم ماهو جديد بل معظمها متشابه بالبرامج والفقرات ، واذا تناولت الحدث فان ذلك من باب المتابعة فقط وليس التحليل على الرغم من ان الشعب الاندونيسي بطبعة يصدق الاعلام ويستطيع في أي لحظة يحشد مؤيدين ورافضين لاي فكرة او عمل ، وكل المطلوب هو تحديد مسار اعلامي وطني يكون هدفه الاول تنمية الفكر وازدياد الوعي والادراك لدى المواطن الاندونيسي بشكل عام ،وعدم التساهل فيما يخص المواطن وامنه وسلامة اراضيه ، كما يجب على وسائل الاعلام المتنوعة التنبيه الى المخططات العديدة الرامية الى تجزءة اندونيسيا الى دويلات وتشجيع البعض على الانفال كما حصل في تيمور الشرقية ، وهي مخططات معلومة ومعروفة وتقودها وتساندها بعض الدول الاقليمية ، وكل عمل يسيء الى اندونيسيا كدولة انما يصب في النهايه في صالح تلك المخططات الخارجية ، والعديد من المهتمين بالشؤون الاندونيسية يتساءلون عن المغزى والهدف من تنفيذ العديد من الارهابيين الغير اندونيسيين لمخططاتهم على الاراضي الاندونيسية ؟ ولماذا لاينفذونها داخل اراضيهم  ودولهم ؟ اهو استغلال للظروف المعيشية والاقتصادية لهذا الشعب وتلك الدولة ؟ ام ان تنفيذ المخططات مدروسة ومعدة سلفا وتقودها جهات اكبر بكثير من الجماعات والافراد الذين قاموا بتنفيذها ! . ان اندونيسيا كدولة شاسعة مترامية الاطراف تنعم بالامن والاستقرار تعاني من وضع اقتصادي سيء بسبب العديد من التحديات والمتغيرات الاقليمية والعالمية ، وهذه حقيقة يعلمها الجميع وهي في محاولتها للخروج من ازماتها الاقتصادية العديدة تحاول قدر الامكان تنويع مصادر دخلها وجذب الاستثمار ورؤوس الاموال واقامة المشاريع العملاقة لتعود بالفائدة الكبيرة على اقتصادها وهذه ايضا حقيقة يعلمها الكل ، الا انها عندما تتعرض لاعمال ارهابية لافائدة ولا جدوى ولا نفع يعود لمرتكبيها وانما ضرر عام على الدولة واقتصادها ومحاولة ضرب المشاريع التنموية فيها ، وهذه أم الحقائق التي يجب ان يعلمها المواطن الاندونيسي اينما كان وكيفما اراد ، وهي بلا شك اذا مااستمرت ونمت وترعرعت فانها ستعود بالويل والدمار لوطنه ومستقبله واحلامه ، على الاندونيسيين التفكير مليا والحذر من كل مايمكن ان يسيء لوطنهم ومشاريعهم الوطنية على اختلافها ، وعليهم ان يدركوا ان هذه الاعمال لاتمت الى دينهم بأي صلة ، وليست من العقيدة السمحاء ولا من تعاليم ديننا العظيم ، ولا حتى من تعاليم أي دين سماوي او غير سماوي ..!
مقالاتي | مشاهده: 397 | أضاف: dr-rasheed | التاريخ: 2011-12-24 | تعليقات (0)




تتسم ماليزيا منذ أن تولى باني نهضتها "مهاتير محمد" بالاتزان السياسي وخاصة فيما يتعلق بالأحداث الدولية والإقليمية، بل تحاول دائما السياسة الماليزية أن تجد حلا وسطا نابعا من قناعتها بأن "خير الأمور أوسطها" فلا تندد ولا تتخذ أي موقف معادي أو مؤيد حتى ينجلي الموقف وتتبين الحقائق، وهكذا كانت ولا زالت ماليزيا، فالأحداث الدولية الجسيمة التي مرت بالعالم وهزته مثل أحداث سبتمبر وقضايا الإرهاب كان موقف ماليزيا واضحا وصريحا وجليا ، سواء في عهد مهاتير او في فترة السيد "عبد الله بدوي" رئيس الوزراء السابق والذي قاد ماليزيا في فترة حساسة شهد العالم فيها تغيرات جسيمة وكبيرة، فأوصلها بدوي إلى بر الأمان والسلام وترك انطباعا حسنا عن القيادة السياسية القوية والزاهدة في آن واحد .. لقد كان بدوي رجل دولة من الطراز الرفيع ويتحلى بأخلاق نبيلة قل مثيلها ولم يكن له مطمع أو طموح أكثر من تأدية واجبه تجاه وطنه ماليزيا وهكذا سلم بدوره القيادة إلى السيد "نجيب عبد الرزاق" الرجل الذي صعدت ماليزيا به وصعد بها إلى أفق التطور والازدهار وإلى عالم النجاح المبهر رغم كل التحديات التي تمر بالمنطقة الدولية والإسلامية على وجه الخصوص .. ورغم كل الكوارث والويلات في منطقة جنوب شرق آسيا إلا أن نجيب ومن قبله بدوي ومهاتير كانوا ولا يزالون يحملون أمانة في أعناقهم اسمها ماليزيا القوية والمتطورة.

د. رشيد بن محمد الطوخي
مقالاتي | مشاهده: 378 | أضاف: dr-rasheed | التاريخ: 2011-12-18 | تعليقات (0)




لا شك ان رجل ماليزيا الاول الان السيد نجيب عبد الرزاق كان ولايزال صاحب رؤيا ثاقبة وبعيدة المدى فيما يخص تطور ماليزيا او الحفاظ على الاقل على ماوصلت اليه من تطور ، مع انقاذ الاقتصاد الوطني الماليزي والحيلولة دون تاثره بالازمات العالمية الاقتصادية المتتالية ، وعدا عن هذا وذاك فان الرجل الحديدي كما يسميه البعض كان قد ادرك جميع المخاطر التي تحيط ببلاده وبالذات تلك الناجمة عن تعدد الاعراق والاصول والاديان في ماليزيا ، ولعل الاخيرة تعد من اخطر مايمكن ان تواجه اي دولة لو استغلها ضعاف النفوس والمرجفين والمتربصين بالدولة والمجتمع ومنذ اليوم الاول لاستلامه مسؤولياته كرئيس للوزراء استطاع السيد نجيب ان يضع بلورة ونواة جديدة للتعاون والانجاز فأطلق حملة ماليزيا واحدة وشعب واحد والتي التف حولها الجميع على اختلاف اعراقهم واديانهم ومذاهبهم ، فجمعهم تحت مظلة بناء ماليزيا ووحدة ومصالح ومستقبل ماليزيا ، وبهذا استطاع هذا الرجل وبكل حنكة وحكمة وحزم وضع مخطط تنموي مهمته الاساسية الحفاظ على المكتسبات الوطنية والتي قطعت شوطا كبيرا قياسا بدول جنوب شرق اسيا وتنميتها ، ومن المعروف ان السيد نجيب الناجح اقتصاديا كفكر ومنهاج وعسكريا كحزم وبعد رؤيا ، قد رسم سياسة جديدة لماليزيا قائمة اساسا على الحفاظ على مكتسبات الماضي والعمل على المزيد من هذه المكتسبات والانجازات وتطورها ، فخاطب الشباب في معاهدهم وجامعاتهم ، كما ناشد الموظفون والعمال في مواقعهم واعمالهم ، وتوجه بالنداء الى الماليزيين ككل في مختلف اماكن تواجدهم ولا ادل على خمود بعض الفتن التي حاول البعض اشعالها من سياسة هذا الرجل الحازمة والجادة في القول والعمل ، ولا اخفي سرا اذا قلت انني في كل مرة اشاهد فيها السيد نجيب او اسمع لحديثه سواء في السابق عندما كان نائبا او الان وذلك من خلال عملي كاعلامي كنت اشعر انني امام رجل غير عادي ومسؤول ليس كباقي المسؤولين ، وان دولة كماليزيا في هذه الظروف الحالكة التي تمر بها المنطقة على المستوى الاقليمي والعالمي هي اكثر ماتكون بحاجة الى مثل هذا المسؤول وبرنامجه وخطوات اصلاحه.
د. رشيد بن محمد الطوخي .
مقالاتي | مشاهده: 375 | أضاف: dr-rasheed | التاريخ: 2011-12-18 | تعليقات (0)

من المعروف أن الجيش الإسرائيلي جيش عقائدي قائم على فكرة باطلة في الأساس ومنحرفة ومزورة اعتمدت على أكاذيب تاريخية لم يتحقق منها شيء سوى الدمار والخراب والمزيد من سفك الدماء على مدار عشرات السنين، فهل من المعقول أن تبنى دول على أشلاء النساء والأطفال والأبرياء وسفك الدماء واغتصاب الأرض والعبث بالمقدرات ويكون هذا من تعاليم الرب حسب معتقداتهم بأنهم شعب الله المختار .. ؟ أليس هذا ضربا من ضروب الجنون ؟ من المعروف أن بعض علماء النفس الصهاينة استطاعوا إقناع الجندي الإسرائيلي بان كل ما يفعله هو تقرب إلى الله بما في ذلك قتل النساء والأطفال واستطاعوا إقناع ذلك الجندي أيضا بان قتل أي إنسان غير يهودي هو عبادة وتقرب وطاعة لله لان الأرض لليهود وستعود إليهم وعلماء النفس الصهاينة يلبسون أحيانا ملابس الحاخامات والقادة ويصلون إلى أعلى المناصب في الدولة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ولهذا فإننا نجد أن هناك رابطا مهما بين وجود الصهاينة – كتنظيم سياسي ارهابى – وبين قتل النساء والأطفال ، وهذا الرابط يعود لمئات السنين ولا أبالغ إذا قلت أن الأمر شبه عقائدي عند البعض منهم وعلى المهتمين بذلك مراجعة " فطير بني صهيون " والذي لا يتم إلا بدم طفل عربي مسلم، إضافة إلى إن الخوف من المستقبل على اعتبار أنهم امة مغتصبة بالباطل  هو ما يدفعهم لقتل هذا المستقبل و المتمثل في الطفولة إذ أن هذه الطفولة هي شباب الغد الذي يخافون منه وما قتل الأطفال في فلسطين واستهدافهم في الانتفاضة المباركة الأولى و الثانية ثم في لبنان إلا دليل واضح على هذا الكلام فإسرائيل تعلم تماما أن وجودها مؤقت وهذا ثابت في كتبهم ومراجعهم فلو كانوا أصحاب حق وأصحاب ارض وتاريخ فلماذا كل هذه الإجراءات التي تعبر عن الخوف والهلع مثل الجدار الفاصل والإجراءات الأمنية المشددة والتسلح الغير طبيعي وتجنيد الشعب الإسرائيلي بأكملة، أليس هذا دليل خوف ناتج من اغتصاب و اعتداء على الآخرين , هم يعرفون أن النهاية على يد رجال ذاقوا وبال إجرامهم وعلى يد شعوب عانت الكثير منهم فلهذا صبوا جام حقدهم على النساء والأطفال محاولين تهدئة نفوسهم بإشباعها بدماء الأبرياء وإقناع أنفسهم وشعبهم الخليط بأنهم سيتغلبون على النبوءات المكتوبة تماما مثلما فعل حاخاماتهم في الماضي من تزوير ابتدء بالتوراة واستمر حتى تاريخ وجودهم واغتصابهم للأرض المباركة. ولا شك أن الصهيونية  هي ليست كل اليهودية وإنما حزب سياسي يهودي وحركة تضم المتطرفين من اليهود ، فاليهودية  كما كل الأديان السماوية الأخرى مذاهب وفرق ، ومن الممكن أن تضم الصهيونية أشخاص غير يهود ومن الممكن أيضا أن يكونوا أكثر صهيونية من اليهود أنفسهم ، وهذا واضح للعيان في كل زمان ومكان ، إلا أن الثابت التاريخي الوحيد أن الباطل لا يدوم وهو ثابت عندنا وعندهم ولهذا فان هناك عقدة لدى الجندي الإسرائيلي من مشاهدة أي طفل أو طفلة عربية، هذه العقدة نابعة من الخوف من المستقبل ولهذا فقد زرعوا بداخلة قتل هذا المستقبل دون تفكير والطفولة العربية خير ما يمثله هذا المستقبل حتى أصبحت الهواية المفضلة لدى الصهاينة هي قتل الأطفال العرب واستهدافهم واختطافهم والتنكيل بهم وهو ما يحاولون تنشئة أطفالهم أيضا عليه وما شاهدناه من هدايا أطفال إسرائيل لنظرائهم اللبنانيين خير دليل على ذلك

رحم الله أطفالنا وبارك في أرحام نسائنا فالمعركة مستمرة وهذا أمر مقدر ومحتوم وبارك الله في بلاد الشام فلسطين وما حولها فمنها بدأت أحداث الزمان وفيها تنتهي

د. رشيد بن محمد الطوخي
مقالاتي | مشاهده: 369 | أضاف: dr-rasheed | التاريخ: 2011-12-18 | تعليقات (0)

لم يعد الحديث الآن عن ظاهرة الارهاب وما تؤدي من انعكاسات سلبية على المجتمعات هو المتداول .. بل عن تطور الارهاب فكرا واسلوبا ومنهجا ، وعن اتساع دائرته لتشمل كل النواحي الحياتية من تمرد على المؤسسة والدولة والمجتمع وايضا بمفهوم شامل "تمردا فكريا وثقافيا واقتصاديا وعسكريا" حتى لا يكاد يمر يوم دون السماع عن حادثة هنا ومصيبة هناك لا مبرر لها ولا دافع سوى الانتقام ، ليس ممن قضوا في تلك الحوادث وانما من المجتمع بشكل عام ، فالارهاب هو غريزة موجودة في صدر كل مقهور ومظلوم يستغلها البعض ليوجهها في غير مسارها الطبيعي ويشكل من خلالها نواة لعمل ارهابي ليس له علاقة نهائيا بالفكرة الاساسية المعلن عنها ، فعلى سبيل المثال قد يكون قتال الجيش الامريكي في العراق كساحة حرب مشروع من قبل البعض وباب من ابواب المقاومة ، الا ان الامر يختلف اذا قام هذا البعض بنسف او تفجير المؤسسات المدنية الامريكية وخطف وقتل الابرياء مهما كانت دياناتهم او جنسياتهم ، واذ كانت الظروف غير مواتية وغير متكافئة الان لمثل تلك المواجهة فلنرجع للاية الكريمة " واعدوا" فجميع الطرق التي نستطيع من خلالها استعادة الحقوق ورفع الظلم قد بينها القرآن الكريم ووضحها خير البشر وفسرها علماء الامة ولا مجال لدخول فكر او طريق او منهاج عبر مداخل الاديان والعقائد ، ولكن التطرف هو المقصود هنا بالارهاب وهذه بطبيعة الحال مسؤولية مشتركة نستطيع القول فيها ان اجهزة الامن العربية خصوصا قد فشلت نوعا ما في محاربة الارهاب والتطرف الديني لانها اعتمدت تماما على المكافحة الامنية والعسكرية والمحاربة الالية دون التفكير بالتحاور الفكري وتصحيح المفاهيم وتصويب الرأي والعمل عبر الحوار والاقناع والاستماع للاخر ، وهذا سبب رئيسي ادى الى نمو الفكر الارهابي وابتكاره لاساليب عديدة عجزت القوى الامنية في دول متقدمة عن اكتشاف خلاياه ومعرفة نواياه . ولا شك ايضا ان دراسة موضوع الارهاب والتطرف والخروج من الازمات الامنية تكتسب أهمية خاصة في ظل المرحلة الحالية خاصة مع تطور النظام السياسي الدولي والاقليمي والعربي ومع تحديات عديدة ومتغيرات شاملة واوضاع مأساوية تتعرض لها بعض الدول هنا وهناك كالعراق وفلسطين والصومال وافغانستان وباكستان وكشمير والان اليمن وغيرها العديد من الدول والمناطق ، وقد نتج عنها ردود افعال مختلفة صنفها البعض في خانة الارهاب بينما يراها آخرون مقاومة مشروعة ، ومابين هذا وذاك تكمن المشكلة الامنية ، فالمعروف ان اخطر انواع الازمات على الاطلاق هي ازمة الفكر حيث يقف الامن عاجزا امامها وعليه تدارك هذا العجز والجمود بالمزيد من الدراسات المتخصصة التي ربما تساعد على ايجاد حل شامل لهذا النوع من الاخطار ، واقول هنا ان الامر يتطلب اعادة صياغة عدد من الأفكار والرؤى للتوصل الى تصور مشترك لتفعيل دور اجهزة الامن فكريا في مواجهة المشاكل الامنية المتعلقة بالارهاب الفكري والناتج عنه تصرفات تخل بالامن بشكل عام ، ثم ان تحديات العصر الراهنة والتي تواجه المجتمعات الانسانية تمتاز بشراستها ووحشية عنفوانها بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ القديم والحديث معا ، فالفكر الارهابي وباء لا يقل خطورة عن اي من الاوبئة المنتشرة والمعدية وهو لا يعرف ديانة ولا مذهب ، وكما الامراض التي تنتشر بسرعة في الاماكن العادمة والفقيرة والمفتقدة لابسط اساسيات الصحة والنظافة والتنظيم فان الفكر الارهابي ينتشر عادة بين الاوساط المحرومة والمقهورة والمعدومة اقتصاديا واجتماعيا ومشوشة فكريا وسياسيا وغيرها ، والمعروف كذلك ان جميع الجماعات الارهابية او التي تتصدر حاليا قائمة الارهاب نشأت وولدت من رحم الحرمان والقهر والشعور بالظلم وعدم الرضا ولم ولن تجدي المحاربة الامنية والعسكرية فقط لهذه الظاهرة اي نفع اذا لم تصاحبها حوارات فكرية وتوعية سياسية وثقافية وتصحيح للمفاهيم ، مع اعادة النظر في النشأة والمطالب والاخذ بعين الاعتبار الحالة الاقتصادية والاجتماعية والظلم الذي يمارس يوميا بحق البعض سواء في فلسطين او غيرها وبمعنى اخر فان هناك " مؤامرة دولية" يتولد عنها ارهاب وارهاب مضاد لا تستطيع حتى الدول الكبرى ايقافه او محاربته ، وهذا ما حصل بالعراق اذ ان حسابات العسكر لم تكن كحسابات الساسة ، كما ان حسابات واستحقاقات الشارع جاءت مغايرة لحسابات الاثنين معا ، فبدأ الصراع عسكريا ثم سياسيا ثم امتد ليصبح طائفيا واتسع بعدها ليكون كما هو الان صراعا وارهابا بين ابناء المذهب الواحد والشارع الواحد ، وهكذا افلتت زمام الأمور من يد اقوى قوة عسكرية وسياسية " امريكا" وباتت لا تعرف هي كيف تصرف عنها خطر الارهاب والتي ساعدت وساهمت هي بولادته ، ثم رفعت هي راية محاربته ، وما هذا الا لانها اعتمدت مبدأ القوة فقط ، وهو طريق مسدود كما اثبتت الاحداث والوقائع ، فمن السهل ان تقتل مائة رجل في يوم واحد ،ولكن من المستحيل ان تغير بالقوة فكر رجل واحد في مائة يوم . ولابد ان نعلم انه عندما يرى المواطن العربي عموما والمسلم على وجه الخصوص مشاهد القتل والتدمير والمجازر والفظائع الاسرائيلية في غزة وغيرها ، ومصائب وويلات القوات الامريكية في العراق وما جلبته للمنطقة ثم لا يسمى هذا ارهابا ، فانه بشكل تلقائي يتعاطف مع اي حادثة انتقام حتى لو كانت خاطئة ، عدا عن التشويش المنهجي والفكري الذي يصيبه ويتركه يتخبط في التحليل والتفسير والقلق المزمن مع الخوف من اي شيء فيجد نفسه ينساق شيئا فشيئا نحو فكر متطرف خاطئ قائم اساسا على مبدأ الانتقام ولا يهم ممن ومتى وكيف . على الجميع كما ذكرنا مراجعة اجندات مكافحة الارهاب واضافة باب المحاورة كأهم باب من أبواب انحساره ، فالانسان بطبيعته الفطرية اجتماعي هادئ لا يميل الى العنف ولكن الظروف هي التي جعلت منه ما نرى فاذا تغيرت هذه الظروف فسيكون هناك حديثا اخر لان الشعور بالامن او بعدم الامن انما يجسد محصلة التفاعل بين تحديات الازمة والمواقف الطارئة ، ولا بد من فهم الواقع اولا وتحديد المعطيات التي ساهمت في نشر التطرف بين شبابنا كما ذكرنا سابقا ، ولا بد ايضا من وضع تصور واضح للحلول السلمية والتي تضمن وتكفل للجميع العيش بسلام وبدون ارهاب .

د . رشيد بن محمد الطوخي

مقالاتي | مشاهده: 318 | أضاف: dr-rasheed | التاريخ: 2011-12-18 | تعليقات (0)


القذلفي لحظة القبض عليه
كثرت ردود الافعال حول طريقة مقتل العقيد معمر القذافي على ايدي ثوار ليبيا بعد وقت قليل من أسره في مدينة سرت.... وكانت في مجملها تنتقد الطريقة التي قتل بها العقيد الا أن هنالك جانب لا بد لنا ان نوضحه لبعض القراء لعله يلقي الضوء على الحدث الذي شغل الكثيرين من العامة والخاصة حتى ان الرئيس الايراني صرح : أن قتل القذافي كان لإخفاء اسرار تخشى امريكا من كشفها .؟ ولا شك ان قتل العقيد كان خطأ كبيراً من الناحية الانسانية والسياسية الا ان تحميل هذا الخطأ لقيادة المجلس الانتقالي الليبي هو خطأ اكبر فالقذافي لم يعلن انه سيسلم نفسه حتى تجعل له قيادة المجلس ترتيباً امنياً يحفظ حياته . كما انه وقع بيد مجموعة من الشباب الصغار "الثوار" القادمون الى سرت من مختلف المحافظات والذين لا هم ولا شغل لهم الا البحث عن فلول النظام وعلى رأسهم القذافي ولما فوجئ الشباب بوجوده اسيراً بدأت ردود الفعل تتوالى منهم ومن المحيطين بهم دون اي تفكير بالعواقب وكل الذي كانو يفكرون به هو ما حل ببلادهم واهلهم وأسرهم وبهم انفسهم ، ولذلك شاهدنا الضرب والاهانة كرد فعل ، واما القتل فإن احد لم يشاهده واقصد هنا لحظة اطلاق الرصاص مما يعني ان قاتل القذافي وعلى اغلب الظن - واقول اغلب الظن - هو ممن فقد اسرته او اهله او بعضاً منهم ولم يحتمل رؤية القذافي امامه حياً ، ولا ننسى هنا دور القبيلة والثأر وردود الافعال الاجتماعية حيال تلك الامور ،اذ انه في هذه اللحظه يصعب جداً السيطرة على الموقف مالم يكن مرتباً له من قبل .. فلا نلوم القاتل ولا نوجه له أي اتهام كبيراً كان أم صغيراً ، فالمسألة برمتها هي رد فعل بسيط لفعل جلل وعظيم قام به العقيد ضد أبناء شعبه ، واعتقد مثلي مثل المئات غيري ان القذافي لو بقي حياً لمات في كل يوم مئات المرات وان الذي قتله اسدى له خدمه كبيرة اذ انه انهى ببساطه اسطورته وما كان سيترتب عليها من تطورات محليه واقليميه ودولية .

د . رشيد بن محمد الطوخي
مقالاتي | مشاهده: 324 | أضاف: dr-rasheed | التاريخ: 2011-12-18 | تعليقات (0)



لقد ترددت كثيرا بالكتابة بالشأن اليمني وما ذاك إلا لأنني كنت مؤيدا للرئيس اليمني في خطواته الوحدوية في التسعينات وبعد ما سمي بحرب الانفصال وقمت بزيارة صنعاء وعدن وباقي المدن اليمنية عدة مرات ونشرت حول هذا العشرات من المقالات والدراسات ، إلا أن مشاهد الدم المسال في اليمن وما وصل إليه الحال في أرض السعيدة دعاني للكتابة من جديد عن اليمن وأحوال أهلها من الشمال للجنوب . 
وأقول : عندما بدأت الثورة اليمنية السلمية واعتصم المواطنون مطالبين بالإصلاح ثم برحيل النظام كان هناك فريقان الأول يمثل الشعب أو أكثره والثاني السلطة ورموزها مثلهم في ذلك مثل كل الثورات القديمة والحديثة والتي ستأتي .. إلا أننا فوجئنا بانشقاقات تبدو للوهلة الأولى عجيبة جدا بل ويرى العديد من العارفين والمحللين للشأن اليمني أنها انشقاقات مريبة وهدفها تشتيت الثورة الشعبية . أي بمفهوم آخر سواء كانت هذه الانشقاقات حقيقية أو مفبركة أو وليدة الأحداث على مبدأ "أنقذ نفسك قبل أن يأخذك الطوفان" إلا أنها تضع عراقيل أمام الثورة وتحول مسارها السلمي إلى اللاسلمي وهو ما حصل عندما أعلن الشيخ صادق الأحمر الانضمام للثوار ، وكذلك علي محسن قائد الفرقة الأولى ولا أدري أنا ولا جميع المراقبين سر هذا الانشقاق من أبناء العائلة الحاكمة الواحدة فهل كان "علي محسن الأحمر" مهضوم الحقوق وحبيس البيت قبل الحراك الشعبي حتى يعلن انشقاقه .. أم هل يتوقع أن يستلم هو زمام الأمور كي لا تخرج الرئاسة من عائلة الأحمر؟ ثم الشيخ صادق إذا كان فعلا يؤيد مطالب الشعب وانضم إليهم لماذا يلجأ للسلاح في عملية أشبه بالمسرحية منها إلى الحقيقة فلا السلطة قادرة عليه ولا هو قادر على السلطة وشغلوا الناس والمعتصمين بقصصهم وخلافاتهم والتي أظهروها على أن الطرف الأول يدافع عن الشرعية والطرف الآخر يدافع عن الثورة بينما الطرفان يراوغان ويستبيحان الدم اليمني ولا علاقة لهذا أو ذاك بالحراك الشعبي .
لقد وصل الرئيس اليمني إلى حافة الموت ثم رجع بعد شهور من العلاج ليمارس نفس الأسلوب في الرد على المبادرة الخليجية محاولا كسب المزيد من الوقت ، ولكنه هذه المرة مستخدما السلاح وضاربا بعرض الحائط كل تعهداته بترك السلطة .. ولا شك أبدا أن النظام وعلى رأسه الرئيس علي عبد الله صالح يحاول اللعب بذكاء وحكمة استخدمت في غير محلها فهو قد أمسك بعدة أوراق يظهرها الواحدة تلو الأخرى حسب الزمان والمكان ، والذي يميز موضوع اليمن عن غيره هو تلك الإصابات التي وقعت للرئيس في محاولة اغتياله والتي على ما يبدو محاولة من أقرب المقربين منه لإنهاء الحراك الشعبي والثورة بموت الرئيس فقط والحفاظ على النظام وغالبا هذا ما تريده القبيلة أو العائلة والمقربون والأقربون من رؤوس النظام محاولين بذلك إنقاذ النظام بموت الرئيس وهي سابقة لم تحدث من قبل في أي دولة ولو نجحت لأخذوا عليها براءة اختراع إلا أن الأقدار بيد الله لا بيد البشر. شخصيا وحسب ما عرفنا الرئيس اليمني خلال مقابلتي له في صنعاء وعدن قبل سنوات طوال وحسب ما نسمع ونقرأ عنه سابقا توقعنا أن لا يعود إلى اليمن من رحلة علاجه بالسعودية وتوقعنا أن يعلن راضيا تنازله عن السلطة كشكر لله تعالى الذي أنجاه من الموت وأوضح له الصورة أمام عينيه ، فالذي حاول قتله وقتل من معه من أقرب الناس إليه ومن الثقات عنده وإلا لما استطاع زرع القنبلة في مسجده . أما المساكين الذين يفترشون الأرض معتصمين بالساحات فلا يد لهم في محاولة الاغتيال ، بل هم الآن تائهون ويراقبون الأحداث كما لو أنهم ليسوا طرفا فيها والأمر يتجه على شكل صراع على السلطة بين الرئيس وعلي محسن ، يعني بين عائلة واحدة من قبيلة واحدة وما على الشعب إلا انتظار النتائج ، أو على الأقل هكذا أراد الرئيس للأمر أن يبدو وهكذا نفذ علي محسن الأحمر ما أراده الرئيس ، وانضم الشيخ صادق ليشكل "الثالوث الأحمر" في المعادلة اليمنية ويبقى أن الأحمر الصحيح في الأمر برمته هو لون الدم اليمني الذي سال ولا يزال يسيل على أرض اليمن .

د. رشيد بن محمد الطوخي
مقالاتي | مشاهده: 345 | أضاف: dr-rasheed | التاريخ: 2011-12-18 | تعليقات (0)

مرحبا بكم في الموقع الرسـمي الخاص بالدكتور رشيد بن محمد الطوخي والذي يحتوي على المقالات والدراسات المتنوعة والشاملة وكذلك آخر الاخبار والنشاطات الشخصية والمهنية ويحتوي ايضا على العديد من الوصلات والروابط و معرض الصور
قائمة الموقع
فئة القسم
مقالاتي [8]
د. رشيد بن محمد الطوخي
من مواليد سورية "دمشـق" عـام 1966 ، حـصل على الدكتوراه في السياسة والاقتصاد عام 2005 وحاليا مدير عام مؤسسة الوقائع للدراسات الاعلامية والنشر ورئيس تحريـر مجـلة الوقـائع الدولية الصادرة من فرنســا ، ومدير عـام المؤسـسة العربية للتنمية والمسـاعدات الانسانية ARAB AID منطقة جنوب شرق اسيا .
تصويتنا
قيم موقعي
مجموع الردود: 19
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
طريقة الدخول
بحث
أصدقاء الموقع
  • قناة العربية
  • قناة الجزيرة
  • BBC Arabic
  • جريدة الشرق الأوسط
  • القدس العربي
  • Bernama Arabic