الأحد, 2024-05-19, 9:32 AM | أهلاً بك ضيف

د. رشيد بن محمد الطوخي

الرئيسية » 2013 » يناير » 7 » كلمات في العمل الإغاثي والإنساني
11:27 PM
كلمات في العمل الإغاثي والإنساني

كلمات في العمل الإغاثي والإنساني

اتقوا الله في اقوالكم واعمالكم

بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي


لا شك أن العمل الإنساني والإغاثي تحديدا هو أرقى الأعمال التطوعية وخاصة إذا اقترن هذا العمل بمجموعات منكوبة كما هو الحال في فلسطين وسورية ، ولا شك أيضا أنه جزء من الجهاد لأن الجهد فيه مبذول وكبير نحو خدمة شريحة كبيرة من المجتمع منكوبة ومشردة بحكم الظروف والأحداث . إلا أن لهذا العمل ضوابط وشروط وله أيضا مرجعيات هي أدرى بالمصلحة أين تكمن وإلى أين تسير فلا يمكن لأي شخص أن يتصرف من تلقاء نفسه إلا في حدود تقديم الخدمات فقط أي أنه جهد خدمي لا مداخلات مالية فيه ، أما إذا أصبح الأمر مختلطا بالأموال فهذا أمر آخر وأقصد جمع التبرعات وإنشاء جمعيات خاصة لهذا الغرض ثم تصرف هذه الأموال في غير محلها ، وقد حدث هذا في العديد من الدول ففي ماليزيا وقبل حوالي 3 سنوات جاء رجل بلحية بيضاء مبتور الرجل وادعى أنه من غزة وكان يوميا له في المساجد المختلفة دروس وجمع تبرعات وبطبيعة الحال تعاطف معه الكثير إلى أن اكتشف البعض أنه ليس فلسطينيا ولا أولاده استشهدوا في فلسطين ورجله مبتورة منذ طفولته وهكذا .. وأيضا قبل شهرين ألقت الشرطة الماليزية القبض على مجموعة أشخاص من بورما يجمعون المال لمسلمي بورما ومزودون بكتب رسمية ورسائل وصور ولهم صفحات على الفيسبوك إلا أنهم مجموعة مزيفة كانت تحول الأموال إلى حساباتها الشخصية وعندما شك البعض بهم وتم السؤال تبين أن أحدهم ليس مسلما أصلا وأن الآخر اشترى منزلا فخما في مدينة يانغون .. ومن هذه القصص الكثير والعديد ، ونستطيع القول أن حساسية هذا العمل تتطلب منا أمورا عديدة أهمها مراعاة قوانين الدولة المضيفة والتراخيص المطلوبة وثانيا إيجاد الأشخاص الثقات المزودين بدعم من جهات رسمية فإذا كنا نتحدث عن دعم أهلنا في سورية فيجب أن يكون هناك دعم وموافقة من الائتلاف الوطني ومخاطبة رسمية للدولة المضيفة والأهم من هذا وذاك يجب أن تذهب الأموال وبشكل واضح وبالدليل إلى مستحقيها فإذا كانت تجمع باسم الشعب السوري فعلى القائمين على ذلك إرسال الأموال إلى أهلنا المشردين داخل سورية أولا ثم في المخيمات الحدودية ثانيا وثالثا ورابعا ، لا أن تصرف على السوريين في ماليزيا أو اندونيسيا لأن الذي يصل إلى ماليزيا وعنده المقدرة على شراء التذكرة غالية الثمن وعنده المنزل وما شابه يستطيع أن يعمل أي عمل يسد رمقه والأولوية فقط للمشردين داخل سورية والذين ينامون بالشوارع والحارات والذين فقدوا أهلهم وذويهم ، وما دعاني لكتابة هذا المقال هو أن النشاط الخاص بجميع التبرعات قد ارتفع في دول المنطقة وتحديدا ماليزيا واندونيسيا وبعض الدول الغنية في المنطقة ، وفي نفس الوقت تؤكد جميع الجهات داخل سورية أو المسؤولة عن المخيمات وتحديدا الائتلاف الوطني انهم لم يستلموا أي مبالغ من دول جنوب شرق آسيا !!! ولم يطلبوا من أحد أن يفعل ذلك !!! كما يوضحون أن التقارير الواردة تؤكد أن عمليات الجمع انتشرت وأخذت طابعا سياسيا وعسكريا مثل توزيع لافتات وملابس عليها شعارات الجيش الحر وبعض الأجنحة المعارضة ، وأن البعض يستخدم أسماء شخصيات مشهورة جدا ولها درجات علمية وثقافية بهذه النشاطات .. وأخيرا جزى الله كل من يساهم في رفع المعاناة عن أهلنا في سورية او في فلسطين خيرا وبارك الله فيه على أن تذهب إلى مستحقيها فقط لا إلى دولة الجمع سواء ماليزيا أو غيرها

مشاهده: 319 | أضاف: dr-rasheed | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
مرحبا بكم في الموقع الرسـمي الخاص بالدكتور رشيد بن محمد الطوخي والذي يحتوي على المقالات والدراسات المتنوعة والشاملة وكذلك آخر الاخبار والنشاطات الشخصية والمهنية ويحتوي ايضا على العديد من الوصلات والروابط و معرض الصور
قائمة الموقع
د. رشيد بن محمد الطوخي
من مواليد سورية "دمشـق" عـام 1966 ، حـصل على الدكتوراه في السياسة والاقتصاد عام 2005 وحاليا مدير عام مؤسسة الوقائع للدراسات الاعلامية والنشر ورئيس تحريـر مجـلة الوقـائع الدولية الصادرة من فرنســا ، ومدير عـام المؤسـسة العربية للتنمية والمسـاعدات الانسانية ARAB AID منطقة جنوب شرق اسيا .
تصويتنا
قيم موقعي
مجموع الردود: 19
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
طريقة الدخول
بحث
التقويم
«  يناير 2013  »
إثثأرخجسأح
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
28293031
أرشيف السجلات
أصدقاء الموقع
  • قناة العربية
  • قناة الجزيرة
  • BBC Arabic
  • جريدة الشرق الأوسط
  • القدس العربي
  • Bernama Arabic