الاحباط العربي في مواجهة العزيمة الاسرائيلية
2010-03-16
لاشك ان الامة العربية على امتدادها الجغرافي تعاني من حالة احباط نفسي سياسي واجتماعي شامل ناتج عن الاحداث المتتالية التي تمر بها الامة وعن تبعات تلك الاحداث .
خاصة ما نشاهده و نسمعه يوميا من تصرفات وتمادي ورعونة جيش الاحتلال الصهيوني بحق ابناء شعبنا في فلسطين ، والاعتداء الاخير على الاقصى المبارك ، وكذلك خطوات تهويد القدس بالكامل وتحويل الاقصى الى هيكل سليمان اضافة الى العجز العربي الرسمي وقلة الحيلة الشعبية , عداعن مناظر الدماء والاشلاء والتشرد التي تطالعنا بها وسائل الاعلام يوميا مما يحدث في فلسطين وغير فلسطين ، فلا يكاد يمر يوم حتى نسمع عن تفجير هنا واستهداف هناك ، ومصائب وويلات بحق العرب والمسلمين ، حتى ان العالم بات يتسابق لاصدار قوانين تخص المسلمين في اوروبا وامريكا واسيا ، فهذه الدولة تحظر الاذان وتلك تمنع المأذن و الاخرى تحارب الحجاب وتمنعه عدا عن قوانين التفتيش في المطارات والتضييق على المسافرين المسلمين حول العالم واستفزازهم تارة برسومات وتارات عديدة بمقالات وبرامج وافلام ، اضافة للتهديد و الوعيد المستمر لكل ماهو مسلم شابا كان أو امرأة ، حتى بات الاسلام تهمة خطيرة لكل مسلم .. واصبح المسلم مذنبا حتى تثبت برائه.
ولاشك ايضا ان هذا الاحباط المتوالد والمتشعب لم يترك بارقة أمل لدى الكثير من الشعوب العربية والاسلامية مما سبب ردود افعال غير مسؤولة او مدروسة وافرز تيارات متطرفة فكريا انتهجت العنف اسلوبا لامفر منه للرد على ما يجري يوميا بحق ابناء الامة , خاصة وان اسرائيل تزداد شراسة يوما بعد يوم وتحاول الاسراع في تنفيذ مخططاتها الرامية الى تهويد المنطقة ككل وليس القدس وحدها اذا اخذنا في الاعتبار ان التهويد انواع ، ومنه التهويد الفكري ، بمعنى اذا قبلنا فكرة اسرائيلية يهودية وعملنا على تنميتها ومساعدتها فأننا بذلك نساعد على التهويد الفكري ، ولعل الذي احبط الامة على امتدادها هو هذا النوع من التهويد وعجز الانظمة العربية على القيام بأي عمل من شأنة رد الاعتبار لما يجري على الساحة الفلسطينية ، حتى انهم الاسرائيليون استباحوا حرمة دولة الامارات علنا و سفكوا دماء عربية على اراضيها دون خوف من مساءلة او عقاب ، و هكذا دواليك هنا و هناك في داخل فلسطين و خارجها كي نفهم منهم رسالة مفادها انه لافائدة من محاربة اسرائيل ، واننا اذا رغبنا في الأمن والسلام فلابد وان نطلبة من "تل ابييب" فهو حكرا هناك ولايوجد في اي دكان عربي اخر.