الثلاثاء, 2024-05-07, 0:20 AM | أهلاً بك ضيف

د. رشيد بن محمد الطوخي

استمرار احتلال فلسطين عجز عربي ام مؤامرة صهيونية كبرى ؟
2009-12-03 

منذ اكثر من ستون عاما ونحن كأمة عربية واسلامية على امتدادنا شرقا وغربا نحاول ان نسترد حقنا المغتصب من الصهاينة .. وعلى مدار تلك السنوات حدثت نكبات وانكسارات ووقائع كانت كلها لصالح هذا العدو المغتصب ودفع ثمنها غاليا ابناء فلسطين على اختلاف مدنهم وقراهم ومواقعهم واعمارهم ،
فكان ما كان من نكبة ونكسة ، وانكسار وانحسار، وتراجع وانسحاب ، واسماء ومسميات مختلفة تعطي معنى واحد هو خسارة العرب والمسلمين هذا اذا افترضنا جدلا ان تحرير فلسطين كان حقا مطلب حكومي رسمي عربي واسلامي ، واما خسارة العدو وتراجعه في تشرين 1973 امام الجيشين العربي السوري والمصري فكان وميض الامل الذي اعطى لهذه الامة دفعة قوية للامام الا انه لم يحقق المطلوب الشامل للنصر الذي كان مرجوا وقتها وهو تحرير كامل تراب فلسطين ، وهنا لابد وان نتساءل عن حقيقة الاخفاق العربي والاسلامي على مدى عشرات السنين وعجزهم معا على اعادة الحقوق الى اصحابها ، وهل هناك عجز عربي ام تفوق اسرائيلي ؟ ام الاثنين معا ؟ ام ان هناك مؤامرة حقيقية تمت ولاتزال بين الكواليس هدفها بقاء الحال على ماهو عليه ؟

انا ككاتب وباحث عربي اعيش هم هذه الامة كغيري من العرب لا اجد مبررا لما هو عليه الحال من خلال ميزان القوى فما تملكه اسرائيل من قوة تستطيع اصغر دولة عربية ان تمتلكه ، معدات ورجال وتكنولوجيا وجاهزية وغيرها بل لايكاد يمر شهر دون السماع عن معرض للسلاح هنا وعرض للطيران هناك واحدث التكنولوجيا وماشابه ولهذا فالاعتقاد السائد ان ميزان القوى يميل لصالح العرب قديما وحديثا ومخطىء من يقول انهم يتفوقون علينا بالعتاد والجاهزية العسكرية ، ولكنهم يتفوقون بالجاهزية الحركية .. بمعنى انهم في فكر متجدد ومغاير ويسايرون الواقع دائما ولهذا عقولهم دائما تنتج الجديد المرادف لبقائهم الاقوى من خلال علم الدجل وفن المرواغة وهم اول من اسسه ، وهذا سبب من الاسباب العديدة اضافة الى ان العرب انشغلوا بامور داخلية كانت الصهيونية ومن وراءها اسرائيل اول من اشعلها فزرعوا الفتن تدريجيا عبر تغذيته وبث روح العداءات المختلفة – الطائفية والمناطقية والقبلية والاجتماعية والمذهبية بكل اشكالها ، ولو قمنا بدراسة شاملة لجهاز الامن الاسرائيلي لوجدنا انه يختلف تماما عن كافة اجهزة الامن في العالم ، ولا اخفي سرا اذا قلت ان الموساد الاسرائيلي ليس هدفه الحفاظ على امن اسرائيل بقدر ماهو موجود لتطبيق تعاليم التلمود ،

والتلمود عند احبار اليهود اهم من التوراة فالاخير ثابت والتلمود متجدد حسب الزمان والمكان ، وللموساد يشكل خاص مهمة دينية غير معلنة وهي تطبيق نظرية شعب الله المختار وهذا بحث اخر سنكتب عنه لاحقا ، ويستخدم الموساد كل الوسائل لتحقيق اهدافه ، وكل شيء عنده مباح ، فهناك ادمغة يهودية صهيونية مهمتها الرسم والتخطيط للحفاظ على مكتسبات الصهيونية وتحقيق مالم يتحقق حتى الان من سيطرة وتوسع شامل ، وهذا لاعلاقة له ابدا بجهاز الامن الداخلي المسؤول عن كل ماهو داخل الدولة المزعومة والمسمى " الشين بيت " وكلنا نعرف ان اسرائيل دولة قامت على اساس ديني عقائدي ولهذا فان المسؤولين فيها يدركون ان هدفهم الاول خدمة الدولة اليهودية وان دورهم ينتهي بانتهاء مسؤولياتهم ليرجع المسؤول عندهم الى بيته مواطنا يهوديا عاديا ادى ماعليه من واجب ، وهذا يختلف تماما عما عليه حال العرب الان ، فالصهاينة استطاعوا اختراقنا فكريا وهزيمتنا نفسيا عبر سلسلة احداث مرت بها الامة قبل احتلال فلسطين ومنذ ايام الخلافة العثمانية وحتى يومنا هذا ، ادخلوا من خلالها الفتن والمؤامرات لدولنا وزرعوا كل اشكال البلاء والعمالة المباشرة وغير المباشرة ، حتى اننا كنا نفرح ونهلل اذا اكتشفت اجهزتنا عميلا اسرائيليا ونقيم الدنيا ونقعدها بهذا الانجاز الامني العربي الكبير ناسين او متناسين انه فرح منقوص لان الصهيونية تقدمه كقربان انتهى دوره ليكون في اكتشافه فرصة لعشرات العملاء لاكمال عملهم بصمت وحرية وقد يكون بعضهم في مواقع مهمة ومتقدمة ، فالامة العربية والاسلامية في الاصل وقعت في الخدعة الصهيونية الكبرى واصبحت بكل حركاتها وتحركاتها مبنية على تشوش فكري وتخبط امني ، فقاموا بتغذية التنظيمات والاحزاب وبثوا روح الطائفية داعمين هذا ومؤيدين ذاك ، خفاءا تارة وتدخل سافر عبر اطراف دولية تارات عديدة ، ويجب ان ندرك ان اسرائيل كدولة مغتصبة هي في الواقع شوكة في حلق الامة العربية والاسلامية وبمعنى اخر هي عدو تاريخي وكبير لهذه الامة ولذلك فكل من تؤيده اسرائيل وتمتدحه سيكون عدوا لنا وكل من تشتمه وتعاديه سيكون صديقنا على مبدأ عدو عدوي صديقي ، ومن هنا وقع العرب في الفخ الصهيوني فاصبحنا العوبة في يد الصهاينة اعلاميا واجتماعيا لانهم ادكوا طبيعة العرب وتفكيرهم وطريقة تفكيرهم ولعبوا على هذا الاساس ، اما نحن فمازلنا ومنذ اكثر من ستون عاما نخاصم من تمدحه اسرائيل ونحالف من تشتمه وباتت مصالحنا جميعها بما فيها العلاقات الخارجية مرهونة بتصرفات او تصريحات الاسرائيليون ، وبهذا ايضا فرضت علينا مسارا خارجيا اراته هي لنا قائم على كره الجميع لنا كرها متبادلا لانه واقع تحت تأثير الفكر الصهيوني ، واعطتنا خطا لو فكرنا مليا لوجدنا انه يصب في مصلحتها هي اولا ، ولو رجعنا الى التاريخ وقرأناه جيدا لعلمنا اننا كنا ولا نزال ضحايا الاعلام الاسرائيلي فقبل ان تمتلك اسرائيل القنبلة الذرية " النووية " بسنوات وهي تدعي امتلاكها والعرب خائفون ويتناقلون برعب كيف ان اسرائيل تستطيع تدمير الامة على امتدادها ،وهذا الدجل الصهيوني اصبح علما قائما بحد ذاته وهو على فكرة مااوقع الرئيس العراقي صدام حسين بموضوع اسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها اذ كانوا يمارسون على بغداد في عهده هذا النوع من الدجل الاعلامي ولم يكن لدى الرجل اي مقدرة اعلامية ولا حتى سياسية للرد فهم قد عزلوه واحاطوا به بمؤامراتهم ولم يجد مفرا من الصمت الى ان حصل ماحصل .

ونستطيع القول الان ان لدى العرب قوة عسكرية وشعبية واود ان أؤكد ان القوة الشعبية هي اشد ماتخشاه اسرائيل لانها قائمة اساسا على مبدأ ديني عقائدي وتعلم ماسيكون من احداث ، ولهذا في لاتخاف من الجيوش العربية قدر خوفها من شباب نذروا انفسهم فداء لفلسطين ، واطفال لم يخشوا المصفحات والدبابات وواجهوها بالحجارة ، ونساء يزغردن فرحا باستشهاد اولادهن ، وهذه التي لم يستطيعوا حتى الان اختراقها رغم مافعلوا وخططوا ، وتخيلوا معي كيف ان اسرة فقيرة لاتملك قوت يومها ترفض ملايين الدولارات مقابل بيتها او ارضها .. أليس هذا مؤشرا لامر ما ؟.

واقول ان العجز العربي ناتج عن انشغال داخلي سياسي وعسكري وامني اوجدوه هم ، عدا عن افساد الشخصية العربية عبر مئات المشاريع الافسادية المختلفة اقتصاديا واخلاقيا وسياسيا ، وفي كل فترة يتجدد الفكر اليهودي وينتكر احبارهم طرقا جديدة واساليب مختلفة لبقاء الحال العربي على ماهو عليه من انشغال داخلي بحروب هنا وفتن هناك وانتخابات وصراعات على المناصب والحدود وهواجس امنية واتهامات متبادلة فيما بينهم والكثير الكثير مما تطالعنا به وسائل الاعلام يوميا ، عدا عن زرع نواة المصائب ومراكز تصدير الفتن في المنطقة مثل ماحصل في العراق والصومال ولبنان وافغانستان وكشمير وغيرها وكلها مناطق جغرافية هامة وحساسة للكيان الصهيوني ومن مصلحته عدم استقرارها فهي تتوسط دولا لو استقرت ستكون خطرا كبيرا على اسرائيل ، وهذا لمن يرى بعينيه لا بأذنيه " فاعتبروا يا اولي الابصار " الاية
مرحبا بكم في الموقع الرسـمي الخاص بالدكتور رشيد بن محمد الطوخي والذي يحتوي على المقالات والدراسات المتنوعة والشاملة وكذلك آخر الاخبار والنشاطات الشخصية والمهنية ويحتوي ايضا على العديد من الوصلات والروابط و معرض الصور
قائمة الموقع
د. رشيد بن محمد الطوخي
من مواليد سورية "دمشـق" عـام 1966 ، حـصل على الدكتوراه في السياسة والاقتصاد عام 2005 وحاليا مدير عام مؤسسة الوقائع للدراسات الاعلامية والنشر ورئيس تحريـر مجـلة الوقـائع الدولية الصادرة من فرنســا ، ومدير عـام المؤسـسة العربية للتنمية والمسـاعدات الانسانية ARAB AID منطقة جنوب شرق اسيا .
تصويتنا
قيم موقعي
مجموع الردود: 19
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
طريقة الدخول
بحث
التقويم
«  مايو 2024  »
إثثأرخجسأح
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031
أرشيف السجلات
أصدقاء الموقع
  • قناة العربية
  • قناة الجزيرة
  • BBC Arabic
  • جريدة الشرق الأوسط
  • القدس العربي
  • Bernama Arabic