الثلاثاء, 2024-05-07, 4:11 AM | أهلاً بك ضيف
د. رشيد بن محمد الطوخي
فيتنام في عصرها الجديد
كثيرون الذين يعرفون فيتنام وكثيرون ايضا الذين يحبونها لتاريخها النضالي ضد الاستعمار الامريكي خاصة وان الفيتناميين سجلوا اروع الملاحم الوطنية لتحرير بلادهم ،
الا ان القليل فقط هم الذين يعرفون بان التطور والتقدم الشامل الذي بدأ في تلك البقعة من الأرض قد زحف وانتشر جنوبا وشمالا من هوشي منه " سايغون " الى هانوي حتى غدت فيتنام الان مطمح العديد من رجال الاعمال والشركات والمؤسسات العالمية والاقليمية
بدأت رحلتنا من الجنوب وتحيدا من هوشي منه والتي غدت مدينة تضاهي في عمرانها وشوارعها وتنظيمها التخطيطي كبرى المدن العالمية ، شاهدنا فيها كل المعالم والاثار والذكريات والامال ، فيها عبق الماضي بكل مامر عليه من ازمنة واحداث وفيها امل المستقبل بكل مافيه من احلام وتطلعات . ونستطيع القول بان الفيتناميون استفادوا كثيرا من الماضي وقاسوا الامور بمقاييس العصر الحديث فوصلوا الى ماهم عليه الان مع العمل المتواصل لتكون بلادهم قوة اقتصادية كبيرة في جنوب شرق اسيا ، وكأنهم يتطلعون الى الريادة في ذلك ، فقد اخبرنا احد المسؤولين في المدينة ان فيتنام تتطلع لتكون بوابة جنوب شرق اسيا وقوة اقتصادية كبرى في المنطقة ، ولا اخفي سرا اذا قلت انها باتت تنافس الصين في كثير من الصناعات ، حتى ان العشرات من المكاتب التجارية في مدينة غوانزوا الصينية قد افتتحت فروعا لها في فيتنام وبدأت تنقل نشاطها بشكل كامل الى هذه البلاد نظرا للتسهيلات التي تمنحها الحكومة لكل المستثمرين مهما بلغت احجام اعمالهم .
ومن المعروف ان فيتنام دولة سياحية بالدرجة الاولى الا ان التحول الصناعي اخذ مؤخرا منحى تصاعدي أدى الى اصدار العديد من القوانيين والتشريعات الاقتصادية التشجيعية والتي ساعدت العديد من الشركات العالمية وخاصة الاوروبية على افتتاح فروع لهم في عدد من المدن الفيتنامية مثل الصناعات الدوائية والغذائية والالكترونية ، عدا عن الصناعات الخشبية والخزفية ، وتصدير المنجات الزراعية كالارز والشاي وغيره ، ولابد ان اذكر هنا انه اثناء زيارتنا لمتحف المدينة الحربي وجدنا صحيفة البعث السورية الصادرة في 15 – 1 -1973 تحمل العدد رقم 3411 وقد زينت احدى جدران المتحف وفيها خبر انتصار الشعب الفيتنامي واستقلاله .
من هوشي منه توجهنا شمالا الى هانوي في رحلة استغرقت 3 ايام برا توقفنا فيها بعدد من المدن الكبرى وتجولنا في اسواقها وشوارعها وشواطئها وكلها لاتختلف روعة وجمالا عن سابقتها ، حتى وصلنا الى هانوي العاصمة حيث بدت لنا هادئة وادعة ببحيراتها العديدة وشوارعها العريضة الحديثة وحركة الحياة الاعتيادية اليومية ، في العاصمة زرنا العديد من المسؤولين الذين حدثونا كثيرا عن الاصرار الفيتنامي في التطور الصناعي والتجاري وعن الطموح الكبير لديهم في لعب دور رئيسي في عملية هذا التطور ، كما ان احد المسؤولين في الخارجية الفيتنامية اخبرنا ان هانوي الان لديها اجندة خاصة نحو توسيع علاقاتها الدبلوماسية والانفتاح اكثر على دول العالم ومنها الدول العربية والاسلامية ، وعند سؤالنا عن المسلمين في فيتنام اكد لنا ان القوانين لا تمنع اي شخص من اعتناق اي دين او مذهب وقد قمنا بزيارة مسجد النور في هانوي وهو المسجد الوحيد في المدينة ولكن لا تقام فيه صلاة الجماعة سوى يوم الجمعة ويتولى شؤونه السفارات الإسلامية في هانوي مثل ماليزيا وبروناي واندونيسيا وباكستان وذلك بالتناوب ، وعرفنا انه كانت هناك مدرسة تدرس اللغة العربية والدين الإسلامي وتدعمها السفارة الليبية وقد اغلقت هذه المدرسة عندما اغلقت السفارة الليبية ؟ اخيرا من هانوي توجهنا نحو المدن الحدودية مع جمهورية لاوس حيث شاهدنا الطبيعة بكل ما فيها من روعة الخالق سبحانه وقد وصلت درجة الحرارة في بعض المرتفعات الى مادون الصفر ، وفي منطقة الحدود كانت حركة الانسياب بين المسافرين من السياح والمواطنين كبيرة وهادئة ، وقد غادرنا فيتنام بعد ان ابهرتنا بمافيها من جمال وسحر الطبيعة واصرار وطموح المواطنين على النمو والتطور .
مرحبا بكم في الموقع الرسـمي الخاص بالدكتور رشيد بن محمد الطوخي والذي يحتوي على المقالات والدراسات المتنوعة والشاملة وكذلك آخر الاخبار والنشاطات الشخصية والمهنية ويحتوي ايضا على العديد من الوصلات والروابط و معرض الصور
| قائمة الموقع |
من مواليد سورية "دمشـق" عـام 1966 ، حـصل على الدكتوراه في السياسة والاقتصاد عام 2005 وحاليا مدير عام مؤسسة الوقائع للدراسات الاعلامية والنشر ورئيس تحريـر مجـلة الوقـائع الدولية الصادرة من فرنســا ، ومدير عـام المؤسـسة العربية للتنمية والمسـاعدات الانسانية ARAB AID منطقة جنوب شرق اسيا .
| تصويتنا |
| إحصائية |
المتواجدون الآن: 1 زوار: 1 مستخدمين: 0 |
| طريقة الدخول |
| بحث |
| التقويم |
| أرشيف السجلات |
| أصدقاء الموقع |
|
|