من الفلبين مع التحية
عندما اقلعت بنا الطائرة من مطار كوالالمبور في ماليزيامتجهة الى الفلبين لم اكن ادري ان في الاخيرة مناظر ساحرة وغابات خلابة وشواطىء ذهبية نادرة وما الى ذلك من سحر الطبيعة وابداعات الخالق سبحانه .
قضينا اليومين الاول والثاني في مانيلا ثم اتجهنا نحو جنوبا نحو اقليم مندناو فشاهدنا القرى العائمة على البحر وكذلك ضفاف الانهار طبعا مرورا بالعشرات من المدن والقرى والسهول وغابات الخيزران التي تشتهر به الفلبين
واستطيع القول ان الفلبين دولة سياحية بالدرجة الاولى وكانت ابوابها مشرعة امام جميع الجنسيات الا ان تصرفات البعض دفعت المسؤولين في الدولة الى فرض نظام دخول " تأشيرة " مسبقة للعديد من الجنسيات وخاصة بعد تداعيات ماعرف بالعمالة الفلبينية النسائية وتحديدا الممرضات والشغالات ؟
وللحقيقة اقول ان تدهور الاقتصاد في هذه البلاد يعود بالدرجة الاولى الى عدم الاستقرار السياسي والامني وذلك لعدة امور اهمها مشكلة الجنوب وتحديدا مندناو والصراع مع الجماعات الاسلامية المسلحة والتي تنادي بتغيير بعض القوانيين وتطالب بهامش اوسع من المشاركة السياسية ، وهي مطالب ترفضها الحكومة المركزية في العاصمة تماما ، واذا كانت تحويلات العمالة في الخارج هي العمود الفقري للاقتصاد الفلبيني الا ان ماتتمتع به هذه البلاد من مقومات طبيعية سيجعلها في مقدمة الدول السياحية لو استطاعت معالجة مشاكلها الامنية والسياسية ؟
ومن الممكن ان تؤتي المفاوضات الجارية الان بين الحكومة والمعارضة ثمارها وهي بالمناسبة تتم تحت رعاية ماليزية واذا التزم الطرفان بما تم التوصل اليه في كوالالمبورفسيكون هذا مؤشر خير وسلام ربما عم انحاء الفلبين ، فالمعروف ان هذه البلاد قد عانت الكثير جراء الاضطرابات في الجنوب وهم شعوب تواقة للاستقرار والسلام ، والنقاط المشتركة التي اوجدتها ماليزيا للطرفين كافية لبدء صفحة جديدة في التعايش السلمي والامني ، واستطيع القول مجددا ان هناك صفحة جديدة سوف تفتح هنا في مانيلا وهي بحاجة الى دعم ومؤازرة دول الجوار على غرار ماتقدمه ماليزيا وبعض الدول الاخرى .