الثلاثاء, 2024-05-07, 11:00 AM | أهلاً بك ضيف

د. رشيد بن محمد الطوخي

تغيير وجوه لا تبديل سياسات

يخطئ من يظن أن السياسات الغربية عموما والأمريكية على وجه الخصوص تتغير بتغير الرؤساء فالسياسات الغربية لا تقوم على أساس الفرد أو المصالح الآنية وإنما لها مسار واحد سواء كان هذا المسار سلبي أو ايجابي ،

 ومن هنا نجد أن الذين راهنوا مثلا على تغير موقف فرنسا من أحداث المنطقة سوف يتأثر بمغادرة شيراك لقصر الإليزية لم يحالفهم الحظ في ذلك وكذلك الدول الأخرى ذات المصالح أو المطامع أو الأهداف الاستراتيجية لسياستهم الخارجية
ونستطيع القول انه منذ أوائل الثمانينات وحتى الآن لم تتغير السياسات الأمريكية بأهدافها السلطوية ومبادئها التوسعية وخطواتها نحو السيطرة والانفراد بالقوة ولكن الأساليب فقط هي التي تغيرت نوعا ما مع الوجوه وكلنا يذكر كيف أن الرئيس الأمريكي الأسبق ريغان عبر في الثمانينات عن نوايا أمريكا التوسعية في المنطقة بمهاجمة ليبيا وكانت الإدارة الأمريكية تدخلت في الصراع الدائر في أفغانستان قبل ذلك لتتسلسل الأحداث بعدها كما نعلم وتصبح الولايات المتحدة الأمريكية قوة أوحد في العالم طبعا ابتدءا بأفغانستان وانتهاء بما آل إليه الوضع الآن ومرورا بأحداث الخليج الأولى والثانية وما صاحبهما من ويلات على المنطقة وتغيرات شملت النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتى الجغرافية. فتفككت دول وظهرت أخرى وتغيرت أنظمة ونشأت غيرها وعاد الاستعمار العسكري والاقتصادي بكل أشكاله للمنطقة دون أي تغير في سياسة واشنطن التوسعية ورغم مرور أكثر من أربع رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية، والامر برمته ينطبق على دول غربية أخرى شريكة في التخطيط والعدوان مثل بريطانيا وفرنسا وغيرهما. فالأمر إذا ليس في الوجوه والكيفية فقد تتغير الخطط والوجوه ولكن الأهداف والسياسات ثابتة لا تتغير، وهذا ما أدركته العديد من دول المنطقة والتي كانت فيما مضى تراهن على الانتخابات الرئاسية في أمريكا أو على دخول رئيس جديد للبيت الأبيض ولكنها كانت في كل مرة تفشل وتصاب بخيبة أمل سواء كان هذا الرئيس من ذلك الحزب أو من ذاك. وهو ما أدركه الناخب الأمريكي المسلم والذي كان فيما مضى يظن خيراً في الوعود والأماني التي يطلقها المرشحون وما إن يصل المرشح إلى كرسي الرئاسة حتى تستمر السياسة السابقة بكل ما فيها من عدوان ونوايا شريرة دون أي تغيير فالقضية ألان ليست بالوجوه ولا بمن سيكون راعي البيت الأبيض ولكنها قضية مبادئ توسعية وسلطوية وأهداف عدوانية شاملة تؤمن بها أمريكا وتعمل من اجلها ليل نهار وتسخر جميع الإمكانيات لتحقيق تلك الأهداف ومن الخطأ أن نركز عدائنا وهجومنا وانتقادنا لشخص بوش أو غيره من الرؤساء السابقين أو اللاحقين ولكنها السياسة الأمريكية الرعناء التي يؤمن بها كل من يرشح نفسه أو يفوز بالرئاسة.

مرحبا بكم في الموقع الرسـمي الخاص بالدكتور رشيد بن محمد الطوخي والذي يحتوي على المقالات والدراسات المتنوعة والشاملة وكذلك آخر الاخبار والنشاطات الشخصية والمهنية ويحتوي ايضا على العديد من الوصلات والروابط و معرض الصور
قائمة الموقع
د. رشيد بن محمد الطوخي
من مواليد سورية "دمشـق" عـام 1966 ، حـصل على الدكتوراه في السياسة والاقتصاد عام 2005 وحاليا مدير عام مؤسسة الوقائع للدراسات الاعلامية والنشر ورئيس تحريـر مجـلة الوقـائع الدولية الصادرة من فرنســا ، ومدير عـام المؤسـسة العربية للتنمية والمسـاعدات الانسانية ARAB AID منطقة جنوب شرق اسيا .
تصويتنا
قيم موقعي
مجموع الردود: 19
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
طريقة الدخول
بحث
التقويم
«  مايو 2024  »
إثثأرخجسأح
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031
أرشيف السجلات
أصدقاء الموقع
  • قناة العربية
  • قناة الجزيرة
  • BBC Arabic
  • جريدة الشرق الأوسط
  • القدس العربي
  • Bernama Arabic